قطر تشترط اعتذارًا إسرائيليًا لاستئناف وساطتها في صفقة الأسرى

كشفت وكالة "معاً" الفلسطينية أن قطر وضعت شرطًا أساسيًا لاستئناف وساطتها في صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة حماس، يتمثل في تقديم اعتذار رسمي من تل أبيب عن الهجوم الذي استهدف الدوحة مؤخرًا.

وبحسب الوكالة، أكدت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن غياب الوساطة القطرية يجعل من الصعب جدًا التوصل إلى اتفاق يفضي إلى إطلاق سراح الأسرى ووقف الحرب الجارية.

ونقلت القناة 12 العبرية أن الاعتذار الإسرائيلي يمثل معضلة سياسية لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، إلا أن قطر أبدت استعدادًا لإبداء مرونة في صياغة الاعتذار، في ظل إدراكها لحساسية الموقف الداخلي في إسرائيل.

وكان الهجوم الإسرائيلي الفاشل على الدوحة قد أدى إلى استشهاد خمسة عناصر من حركة حماس وضابط أمن قطري، في أول عملية عسكرية من نوعها تنفذها إسرائيل ضد دولة خليجية، ما دفع قطر إلى تعليق دورها كوسيط في المفاوضات بين الجانبين.

وأكدت مصادر إسرائيلية أن تداعيات الأزمة الناتجة عن الهجوم كانت أخطر مما توقعته القيادة الإسرائيلية في البداية. ووفق القناة العبرية، فإن طلب الاعتذار جاء مباشرة من أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وطرح خلال محادثات أجراها وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو في الدوحة، وكذلك في مباحثات مع نتنياهو في تل أبيب.

كما جرى تناول المسألة خلال اجتماع في لندن بين وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر والمبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف، إلا أن الدوحة رفضت عقد لقاء مباشر مع ديرمر. ومن المقرر أن يلتقي ويتكوف، اليوم السبت، في نيويورك برئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني لبحث سبل تجاوز الأزمة وتهيئة الأجواء لعودة الوساطة.

وبحسب مصادر مطلعة، قد توافق قطر على اعتذار إسرائيلي يقتصر على الاعتراف بمقتل ضابط الأمن القطري وتعويض أسرته، إلى جانب تقديم ضمانات بعدم انتهاك السيادة القطرية مستقبلًا.

يشار إلى أن إسرائيل سبق أن قدمت اعتذارات مشابهة، أبرزها في عام 2013 عندما اعتذر نتنياهو لرئيس الوزراء التركي آنذاك رجب طيب أردوغان عن مقتل ناشطين أتراك على متن سفينة "مرمرة" التي حاولت كسر الحصار عن غزة عام 2010.